من عمل بالعموم فليتصدق بنصف عِرْضِه
سألت صديقي الاوروبي: هل تعتقد ان الديمقراطية الغربية تضمن العدالة وتمنع الفساد؟ قال لي ان الجواب بشكل عام هو “لا” اذ إن السياسيين في أي مكان من العالم لا يمكن الوثوق بهم وذلك لطبيعة مهمتهم والتي تقتضي عدم التمسك بالمبادئ. ولكن ميزة الديمقراطية الغربية هي أن سلطة الصحافة الحرة هي ما يمنع السياسيين من ممارسة الفساد او العمل ضد مصالح الشعب.
سألت صديقي الاوروبي: هل تعتقد ان الديمقراطية الغربية تضمن العدالة وتمنع الفساد؟ قال لي ان الجواب بشكل عام هو “لا” اذ إن السياسيين في أي مكان من العالم لا يمكن الوثوق بهم وذلك لطبيعة مهمتهم والتي تقتضي عدم التمسك بالمبادئ. ولكن ميزة الديمقراطية الغربية هي أن سلطة الصحافة الحرة هي ما يمنع السياسيين من ممارسة الفساد او العمل ضد مصالح الشعب.
في بلادنا العربية، لم تنجح الصحافة التقليدية في لعب ذلك الدور على مدى العقود الماضيه لاسباب موضوعية واخرى مرتبطة بطبيعة الثقافة او طبيعة الانظمة العربية، ولكن ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي الافتراضي فقد اصبح ذلك ممكناً لأن الصحافة لم تعد مقتصرة على الصحفيين المحترفين بل اصبحت في متناول الانسان العادي وتم الغاء دور رئيس التحرير لأن كل مواطن اصبح رئيس تحرير جريدته (صفحته على الفيسبوك).
لقد تمددت سلطة الصحافة واصبحت اخطر من ذي قبل واصبح ما يُنشَر يقضُّ مضاجع المسؤولين الذين اصبحت افعالهم وكلماتهم تحت مجهر ملايين الصحفيين الافتراضيين، ولم يبقى لهم سوى قانون المطبوعات والنشر لحماية انفسهم. ولذلك فقد اصبحت الصحف تطالعنا كل مدة باخبار عن توقيف صحفيين او اشخاص انتقدوا مسؤولين او كالو لهم الاتهامات في الصحف الالكترونية او في مواقع التواصل الاجتماعي بحيث اصبح ذلك ظاهرة اجتماعية.
اعتقد ان ذلك ظاهرة صحية جدا لأنه حان الوقت أن يعرف من يتصدى للعمل العام أن افعاله محسوبة عليه وان خروجه عن خط المصالح الوطنية وخدمة العامة سيكلفه الكثير. ان ذلك لا يعني بأي حال ان يتم تشويه السمعة لأبرياء ولكن على من يتصدى للعمل العام أن يتحمل وان لا يقوم باستعمال القانون لحماية نفسه لان ذلك دليل عجزه عن الدفاع عنها بالحجة.
يقول ابن حزم الاندلسي:
“من تصدر لخدمه العامة، فلا بد أن يتصدق ببعض من عِرضه على الناس، لأنه لامحاله مشتــوم، حتي وإن واصل الليل بالنهــــار.”
تاريخ نشر هذا المقال 2015/12/14
تاريخ نشر هذا المقال 2015/12/14
تعليقات: 0
إرسال تعليق